استقلال الأردن... يوم تحرّر الصوت من الوصاية وصار وطناً"

استقلال الأردن... يوم تحرّر الصوت من الوصاية وصار وطناً"



 الكاتبة ايمان خالد السعودي

---

في الخامس والعشرين من أيار، لا يُضيء الفجر كالمعتاد. إنه يوم خاص في الذاكرة الوطنية الأردنية؛ يومٌ تحوّل فيه الحلم إلى واقع، والوصاية إلى سيادة، والتبعية إلى قرار مستقل.

1946، كان التاريخ على موعد مع مشهد فارق. خرج البرلمان الأردني ليعلن نهاية الانتداب البريطاني، وميلاد المملكة الأردنية الهاشمية كدولة عربية مستقلة، تحت راية الهاشميين. ارتفعت راية الأردن لا بوصفها مجرد علم، بل كرمزٍ للسيادة، والكرامة، والعزة.

منذ ذلك اليوم، لم يكن الاستقلال نهاية نضال، بل بداية قصة. دولة صغيرة في حجمها، لكن عظيمة في طموحها، بدأت تخطّ سطورها على صفحات التاريخ الحديث، وسط محيط إقليمي مضطرب، وتحديات كبرى، جعلت من الاستقلال مسؤولية لا مجرد ذكرى.

---

الهاشميون… قيادة الإستقلال ومسيرة البناء

من الملك المؤسس عبد الله الأول، إلى الملك الباني الحسين، ثم إلى الملك عبد الله الثاني بن الحسين، شكّلت القيادة الهاشمية العمود الفقري لاستقرار البلاد وتوازنها.

فلم يكن الاستقلال حدثًا عابرًا، بل مشروعًا مستمرًا لبناء مؤسسات، وتعزيز هوية، وصون كرامة المواطن الأردني في الداخل والخارج.

---

الإستقلال في الوجدان الشعبي

بعيدًا عن المراسيم الرسمية، يظلّ عيد الاستقلال محفورًا في الضمير الجمعي الأردني. في الأغاني التي تُبثّ في الإذاعات، في الرايات التي ترفرف على الشرفات، في عيون الكهول الذين عايشوا البدايات، وفي وجوه الشباب الذين يحملون الحلم ذاته.

"استقلالنا ليس لحظة انتهت، بل مسؤولية نعيشها كل يوم"، 

إنه شعور بأن كل مواطن، أياً كان موقعه، هو شريك في هذا الإرث، ووصيّ على مستقبل البلاد.

---

رسالة إلى الجيل الجديد

في زمن الإعلام المفتوح والفضاءات الرقمية، تزداد أهمية استحضار المعاني العميقة للاستقلال:

 السيادة، والهوية، والقدرة على اتخاذ القرار الوطني المستقل بعيدًا عن الإملاءات.

وهو ما يجب أن يتجدد في خطاب الدولة، وفي وعي الأفراد، وفي رواية الصحافة التي تنقل المعنى لا الحدث فقط.

---

خاتمة: وطن يُكتب كل يوم

في كل عيد استقلال، لا نحتفل بماضٍ مجيد فقط، بل بمستقبل نصرّ على صناعته بأيدينا.

فالأردن، كما كان في 1946، ما زال صامدًا، واقفًا، منفتحًا على العالم، مضيافاً، متمسكًا بثوابته، وفخورًا بشعبه الذي يعرف جيدًا كيف يصون حريته.


كل عام والأردن بخير… وطن الإستقلال والإرادة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology