بقلم الدكتور محمد علي العكور
لن أقف عند ما يشبه الفتح الإسلامي الجديد الذي جئتَ به إلى الصريح ، حين نقلت الرجال من البيادر إلى مجالس العلم والذكر ، وخلّصتَ زقاق القرية من اللصوص ، وتحوّلت بالأمية الدينية إلى مريدين وتلاميذ ، رجالا ونساء ، يفتتحون يومهم بالتلاوة والأوراد ، ويختتمونه كذلك …
سيدي الشيخ محمد سعيد الكردي … لن أقف عند ذلك الذي يشهد به رجالنا الذين عايشوك ، ولكنني أقف اليوم إجلالا وامتنانا حين أرى امتداد منهجك ينثر الخير في البلاد ، عبر علماء تخرّجوا من مدرستك العتيدة … عشرات الآلاف من العلماء والتلاميذ و الذاكرين ، والخطباء الواعظين ، ينثرون علوم الشريعة ، وعبقَ التصوف الخالص النقي الذي يهاجمه المحرومون من لذّة عذْبه ورائق كأسه…وينهلون الأحكام من قنوات ماسونية ذكية ، وهيئات علمية غبية…
في هذا الزمان العاقر العاق ، الذي يرمي بنا في على قارعة الهلاك، نأرز إلى حصوننا القديمة ، فنجدك ركنا نستند إليه ، نتطّهر بالذكر ، ونسمو بالعلم الذي غرستَ عروقه في خصب القلوب…
أيها الوارث النبوي الذي بنى سامِكَ برجه في ظل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، نبحث اليوم عنك في فوضى الضياع الذي يصنعه فينا صنفان من الناس ؛ فاسقٌ ماكرٌ يهدمنا بمشورة الشيطان ، وشيخ موتور يهدمنا بمعاول جهالته وضحالة عقله وازورار قلبه ، وتبعيته العمياء لأصنام كهنوتية بائدة…