بقلم: محمد العبادله النعيمات
في عالم تجري فيه الأمور بسرعة كبيرة، وتبدو الوجوه متشابهة، يصبح الشخص اليقظ غربياً، ويصبح المختلف موضع تساؤل، بينما يتم تشكيك الأحلام ويُعتَبَر صاحبها هارباً من الواقع. نحن نعيش بأسلوب سريع لا يترك لنا وقتًا لنشعر، أو نفكر، أو نتبادل الحب بصدق، أو حتى لنكره بوعي. نتجه نحو الأمام وكأننا في حالة نوم… لكن في خضم هذا السُبات، هناك قلب يستيقظ.
قلبٌ لا تنجذبه المظاهر، ولا يستطيع خداعه اللمعان، قلب يدرك أن الحقيقة لا تُقال دائماً بصوت عالٍ، بل تهمس في لحظات الهدوء. قلب يدرك أن القيمة ليست مرتبطة بعدد المتابعين أو ردود الإعجاب، بل بالأثر الذي نحدثه في عين فرد واحد، أو في لحظة صدق عابرة لا يمكن شراؤها.
الاستيقاظ في عالم نائم يعني اختيار الصراحة في زمن الضباب، أن تكون إنسانًا وسط زحمة الأقنعة. هو رفض العيش في الصمت، والحديث عند تردد الجميع في طرح القصة، والضحك دون انتظار الإذن، والبكاء بلا اعتذار.
نحن هنا ليستكمل البعض ما بدأوه، أو لنتشابه مع من سبقونا. هدفنا هو إضافة لحن جديد لحياة قد لا يلاحظه الجميع، لكنه سيصل إلى أولئك الذين يشبهوننا بعمق، ورؤية، وصدق.
إلى كل من يقرأ، لا تخف من يقظتك.
لا تشعر بالخجل من قلبك عندما يستيقظ في وقت غير مناسب.
فهناك الكثيرون في حال النوم، لكن الذي يفيقون… هم من قادوا التغيير في العالم.
… ولأن القلوب التي تستفيق لا تعود كما كانت، قد يكون دربك مليئًا بالتحديات، لكنه سيكون حقيقيًا.
"أخاف أن أموت قبل أن أقول للعالم كل ما في قلبي. "
― غسان كنفاني