مقال.. عماد أبو زيد
هل هناك رجل أو سيدة أخرى في بر مصر مثل تلك السيدة المسنة.. تستبد بها الرغبة في اكل اللحم ؟. مؤكد أن هناك رجال وسيدات اخريات وأطفال يشتاقون لاكل اللحم.. لكنهم ليسوا محظوظين مثل تلك السيدة التي صادفها الحظ في مقابلة المحافظ.. وقد طلبت منه كيلو لحم.. وهو مشكورا يلبي طلبها !. اللحم يحتل مكانا مقدرا في تراثنا العربي.. خاصة في التراث الشعبي الشفاهي والمدون منه .. والشاهد أن المصريين ينتظرون الاعياد والمواسم الدينية من عام الي عام ..لجمع شمل الأسرة على مائدة واحدة بحضور اللحم سيدا عزيزا مكرما بين الأطباق ؟..وبه تكتمل الفرحة.. ويكون للعيد طعم. وكذلك يسارع المصريون لحضور أفراح العرس حين يدعون إليها.. ويحجزون اماكنهم حول الترابيزات انتظارا لتناول الطعام وعلى رأسه اللحم ..وكذلك يبرز حضور اللحم بقوة في سرادقات العزاء.. وتقديمه للوافدين .. ويتسابق اهل المتوفي وجيرانهم في إكرام من جاء لتقديم واجب العزاء .هذا ناهيك عن حكايا كثيرة عن الشح والبخل والكرم في التراث. والسؤال الأهم لماذا لا تعمل الحكومات المتوالية على حكم مصر على حضور اللحم بقوة على المائدة المصرية..بدلا من حضوره الشاحب على المائدة؟! وإذا كانت هناك مؤشرات عدة لجودة الحياة والرفاهية..في أي مجتمع.. فأعتقد ان بينها توافر اللحم على المائدة باستمرار.