"الابتكار والتعاون المعرفي في مسار التحول نحو طاقة مستدامة" ورشة علمية في الجامعة الهاشمية

"الابتكار والتعاون المعرفي في مسار التحول نحو طاقة مستدامة" ورشة علمية في الجامعة الهاشمية




  رعى الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية الورشة العلمية التي نظّمتها كلية الهندسة في الجامعة بالتعاون مع فرع الأردن للشبكة الإقليمية للطاقة من أجل المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا RENEW MENA، بعنوان: "الابتكار والتعاون المعرفي في مسار التحول نحو طاقة مستدامة"، والتي أكد فيها المشاركون على أهمية تعزيز دور المرأة في قطاع الطاقة المستدامة والاستفادة من قدراتها في الإبداع والابتكار، ودعوا إلى تطوير السياسات المؤسسية الداعمة لتمكين المرأة في القطاع الحيوي.

   وأكد الأستاذ الدكتور خالد الحياري رئيس الجامعة الهاشمية، في كلمته الافتتاحية، أن الأردن استطاع رغم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة، أن يرسم مسارًا طموحًا نحو الاستدامة مستندًا إلى عزيمة قيادته وكفاءات أبنائه، ومقدمًا نماذج رائدة في تطوير مصادر الطاقة المتجددة ومواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة.

وأشار إلى أهمية الدور الذي تضطلع به الجامعة الهاشمية في دعم التحول الوطني نحو نظام طاقي أكثر كفاءة واستدامة، بما يعزز أمن الطاقة الوطني ويواكب التوجهات العالمية، وأضاف أن الجامعة تواصل أداء مهماتها الأكاديمية والوطنية من خلال توفير التعليم النوعي، وتشجيع البحث العلمي، وتبني المبادرات الريادية، ودعم الكفاءات الشابة، وتمكين المرأة الأردنية التي أثبتت حضورًا فاعلًا ومتميزًا في ميادين الهندسة والطاقة والابتكار.

وقال إن الجامعة تفخر بالدور المتقدم الذي تؤديه المهندسات الأردنيات في مسيرة التحول نحو الطاقة المستدامة سواء من خلال تصميم أنظمة الطاقة الشمسية أو إدارة مشاريع العدادات الذكية أو عبر البحث والابتكار في مجالات كفاءة الطاقة والتخزين.  

كما أكد الدكتور الحياري على أن الجامعة الهاشمية كانت من أوائل المؤسسات التعليمية التي عملت على تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف التخصصات إذ تشكل الإناث نحو 60% من إجمالي عدد طلبة الجامعة، وتبلغ نسبتهن في كلية الهندسة تحديدًا حوالي 42%، بما يعكس التزام الجامعة بتهيئة بيئة تعليمية عادلة تدعم التميز وتعزز مبدأ تكافؤ الفرص.


وألقت المهندسة أماني العزام الأمين العام لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، كلمة أكدت فيها الدور الحيوي للمرأة الأردنية في قطاع الطاقة والطاقة المتجددة، مشيرة إلى السعي المستمر لرؤية مزيد من الفتيات في مجالات الطاقة المتجددة والمستدامة والذكاء الاصطناعي وأمن الشبكات الكهربائية الذكية، مؤكدة أن القطاع بحاجة إلى شغف الفتيات وأفكارهن وإبداعهن، قائلة: نحن في الوزارة نطمح لرؤية المزيد من القائدات والمبتكرات اللواتي يصنعن فرقًا حقيقيًا في مستقبل بلدنا، وأضافت أن وجود المرأة في مواقع البحث والقيادة يُعد ضرورة وطنية، مشيرة إلى أن تمكين المرأة في قطاع الطاقة هو تمكين للمجتمع بأسره.

كما أشادت بتجربة الجامعة الهاشمية في مجال الطاقة المتجددة، ووصفتها بأنها قصة نجاح أردنية ملهمة، كونها أول جامعة في المملكة تعتمد بالكامل على الطاقة النظيفة لتغطية احتياجاتها الكهربائية، مبينة إن هذه المبادرات الرائدة وتنوع أشكال محطات الطاقة الشمسية في الجامعة الهاشمية وفّرت بيئة تعليمية واقعية أتاحت للطلبة والباحثين تحويل المعرفة النظرية إلى مشاريع فعلية تخدم المجتمع وتبرز ثقافة الابتكار والريادة.

وأشارت إلى التعاون المثمر بين وزارة الطاقة والجامعة الهاشمية في مجالات تدريب الطلبة، وتبادل الخبرات، وإجراء البحوث، معتبرة أن هذا النموذج يجب أن يُعمم على باقي المؤسسات الأكاديمية، واستعرضت أبرز ملامح قانون الكهرباء الجديد، الذي يعكس رؤية الأردن لجعل الطاقة ركيزة أساسية لأمن التزويد وتنويع المصادر، بما ينسجم مع التوجهات العالمية نحو أنظمة كهربائية أكثر استدامة ومرونة.

من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور حسن كتخدا عميد كلية الهندسة في الجامعة الهاشمية، أن هذا الحدث يرتكز على ثلاثة محاور أساسية: الطاقة، والاستدامة، وتمكين المرأة، موضحا أن الطاقة تمثل شريان التنمية، فيما تضمن الاستدامة استمرار هذه التنمية، في حين تُعد المرأة شريكًا أساسيًا في الابتكار وصناعة الحلول بما تمتلكه من إبداع وإرادة وقدرة على قيادة التغيير.

وبيّن أن كلية الهندسة تولي أهمية خاصة لتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز قدراتهم في مجالات الابتكار، وإكسابهم المهارات التي تؤهلهم للمنافسة إقليميًا ودوليًا، مستعرضًا نماذج من إنجازات الكلية منها مشروع الطاقة الشمسية الذي يمثل منصة تدريبية عملية للطلبة في تصميم أنظمة الطاقة المتجددة وتشغيلها وصيانتها إلى جانب برامج ومشاريع يقودها الطلبة في مجالات كفاءة الطاقة وحلول التخزين وأنظمة التحكم الذكية، بما يدمج الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي، مبينًا أن الطالبات يُشكلن في كلية الهندسة نحو 42% من إجمالي الطلبة فيما بلغت نسبتهن بين الخريجين 36%.

 وقدمّت م. رشا أبومرار منسقة فرع الأردن في شبكة الطاقة الإقليمية للمرأة RENEW MENA، عرضا توضيحيا عن عمل الشبكة التي تسعى إلى خلق بيئة عمل داعمة للنساء في قطاع الطاقة، وتوفير فرص مهنية متقدمة لهن، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وشمولًا للمنطقة، وتحدثت عن أهداف الشبكة ودورها في دعم النساء العاملات في القطاعات الهندسية والتكنولوجية المرتبطة بالطاقة، مشيرة إلى أن الجامعة الهاشمية تُعد من أبرز الشركاء المحليين في الشبكة لا سيما في مجالات التدريب، والبحث العلمي، وتطوير السياسات الداعمة للمرأة.

وتضمنت الفعالية جلسات حوارية متخصصة؛ حيث تحدث الدكتور محمد القادري مدير مركز الطاقة المتجددة عن مشروع لإعادة تأهيل مباني الجامعة الهاشمية باستخدام الذكاء الاصطناعي بهدف تقليل استهلاك الطاقة وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يسهم في تحويل الحرم الجامعي إلى نموذج للمباني الخضراء المستدامة. وركّز الأستاذ الدكتور فراس العسلي على أهمية التحكم بالبيانات للحفاظ على الطاقة الكهربائية، محذرًا من أن جميع الأنظمة معرضة للهجمات السيبرانية، مستعرضًا أهداف وأشكال هذه الهجمات وأعدادها المتزايدة في السنوات الأخيرة. كما تحدث عن مشروع بحثي لمحاكاة مرونة الشبكة الكهربائية في مواجهة التهديدات السيبرانية باستخدام بيانات وسيناريوهات واقعية.

أما المهندسة هدى الحسيني خريجة الجامعة الهاشمية، شاركت قصة نجاحها في توظيف مفهوم الريادة داخل المؤسسات لتحقيق التميز، مؤكدة أن تحويل التحديات إلى فرص هو مفتاح التقدم، وقد أسست منصة تعليمية ريادية لدعم المعلمين الأردنيين. في حين استعرضت مركز دراسات المرأة في المجتمع بالجامعة الهاشمية الأستاذة الدكتورة سحر عدوان أبرز برامج المركز لتي تهدف إلى تعزيز مكانة المرأة الأردنية في المجالات الاقتصادية والسياسية، داعية الطلبة إلى الثقة بالنفس كخطوة أساسية نحو الريادة والتمكين، وناقش المهندس محمود سلامة كيفية تمكين الشباب من التدريب إلى التوظيف، وقد أدارت الجلسة المهندسة آيات الجراح.

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان: "التميز الجامعي في خدمة التنمية: مشاريع مهندسات يقدن التغيير"، حيث تحدثت خريجات كلية الهندسة وهنّ رفاه جابر، وساره عوده، ودانيه دسوقي، وشفاء الهندي عن رحلتهن في عالم الريادة بدءاً من رحلتهن الدراسية ومواجهة ابرز التحديات الى تميزهن بعدد من المشاريع المتميزة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي وحصلولهن على عدد من الجوائز العالمية، واختُتمت الفعالية بكلمة للمهندسة آيات الجراح ضابط ارتباط شبكة RENEW MENA في الجامعة الهاشمية.

وقام المشاركون بزيارة ميدانية لمشروع الطاقة الشمسية في الجامعة، والمشروع البحثي لدراسة أثر الهجمات السيبرانية على الشبكات الكهربائية، إضافة إلى مختبر إنترنت الأشياء، ما أتاح لهم الاطلاع المباشر على الجهود الريادية للجامعة في مجالات الطاقة المستدامة، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء والشبكات الكهربائية الذكية.

 




إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology