الأمة العربية بين التطبيع والسلام* بين سلام الورق ومعادلة الحقوق: أي طريق نسلك؟

الأمة العربية بين التطبيع والسلام* بين سلام الورق ومعادلة الحقوق: أي طريق نسلك؟

 

 الصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي  

بقلم: لمياء العويد 


لا شك أن تجارب الحروب والنزاعات التي شهدتها المنطقة العربية جعلت السلام خيارًا يبدو في ظاهره الأسلم. فبعد كل نزيف دم، وكل نكسة، وكل قيد فُرض على الأمة العربية، أصبح شعار "السلام هو الحل" يُطرح من جديد، لا من موقع الضعف فحسب، بل من حاجة حقيقية إلى النجاة.

لقد سارعت بعض الدول العربية إلى التطبيع، معتبرة أن فتح قنوات التواصل والانخراط في علاقات دبلوماسية وتجارية قد يسهم في تحقيق استقرار داخلي وتنمية اقتصادية، وربما حتى تأثير إيجابي في دعم القضية الفلسطينية من داخل المعادلة الدولية غير أن هذا المسار لا يخلو من إشكاليات.

إذ يُطرح هنا تساؤل محوري لا يمكن تجاهله:

**هل السلام بمعناه السياسي اليوم — كما يُمارس عبر اتفاقات التطبيع — هو الحل الأسلم فعلًا؟*
*أم أننا أمام معضلة حقيقية تتمثل في تنازل تدريجي عن الأرض والحقوق والثوابت، مقابل وعود بسلام قد لا يحمل إلا الظلال؟*

هذه الفرضية تُبقينا في منطقة رمادية يتقاطع فيها المنطق مع العاطفة، والمصالح مع المبادئ.

*فهل يكون السلام الذي لا يعيد الحق سلامًا حقيقيًا؟*
*وهل يعني التطبيع قبل نيل الحقوق بداية النهاية، أم بداية مرحلة جديدة من العمل السياسي الذكي؟*


نترك هذا السؤال مفتوحًا، برسم الإجابة عليه من قبل القارئ الواعي، الذي يرى بعين الحاضر ويقرأ بوعي التاريخ، ويزن الأمور بميزان الإنصاف لا العاطفة فقط.

*خاتمة*

إن الأمة العربية اليوم تقف عند مفترق طرق، بين طريق يُبشّر بالسلام عبر التطبيع، وآخر يتمسك بثوابت الحق والعدالة التاريخية،في ظل هذا التباين، تظل الحاجة ماسّة إلى وعي جماعي قادر على التمييز بين سلام حقيقي يعيد الكرامة، وسلام سطحي قد يُكلفنا جوهر القضية.

الزمن وحده قد يكشف صدق هذه المسارات،

لكنّ التاريخ لا يرحم الغافلين،

ولا يكتب صفحاته إلا بأقلام الشعوب التي تعرف متى تصمت، ومتى تقول: لا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology