دور الصحافة الإستقصائية في مكافحة الفساد وترسيخ القيم الأخلاقية

دور الصحافة الإستقصائية في مكافحة الفساد وترسيخ القيم الأخلاقية



د.رنيم زياد جوابرة

عندما ننظر إلى المشكلات الإجتماعية الآخذة بالتصاعد والتعقيد في حياة الأفراد والمجتمعات وإنحدارها نحو الأسوء يتولد لدى المتخصصين في هذا المجال، البحث في هذه الإشكالية بغية الوصول لحلول منطقية تضمن للأفراد حقوقهم وتبصرهم بواجباتهم، لترسيخ كيانهم الإنساني في التنمية، وإعتماد الشفافية في أعمالهم.

لقد تم البحث منذ عقود ليست ببعيدة عن نمط صحفي تم تسميته بالصحافة الإستقصائية، فهي مجموعة من الأخبار تمتلك أهمية إجتماعية وصفات معينة تقوم على عمل بحثي بعدة ضوابط إحترافية حيادية بحيث تظهر نمطاً  لعدة مشاكل مكررة وليس فقط حادثة منفردة ومعزولة، وتعمل الصحافة الإستقصائية على تصحيح الأخطاء وتفسير العديد من القضايا الإجتماعية المتصفة بالتعقيد، وتكشف عن الأعمال المخالفة للقانون والفساد، وإذا ما تمعنا في الإعلام الغربي، سنجد أن رواد مصطلح الصحافة الإستقصائية عرفوا من خلال خبطاتهم الصحفية مثل " بوب وودورد" الذي تميز  بأسلوبه الإستقصائي " المساءلي" ، حيث قدم خدمات كبيرة لمجتمعه في كشف الفساد.

وتوصف الصحافة الإستقصائية بأنها واحدة من الأنماط الصحفية الأكثر موضوعية في تصوير الواقع، لأنها تقوم على توثيق الحقائق والمعلومات بخطوات علمية ومنهجية لإزالة الإبهام وتسليط الضوء على الواقع بشكل جيد.

وعندما يشرع المحرر الإستقصائي بكتابة تقريره ، لا بد أن يكتب خطة عمل للوصول إلى النتائج والأهداف المطلوبة بطريقة دقيقة دون الإنحراف عن عمله في مجاله الإستقصائي، لذا وجب إتباع الخطوات التالية:

تحديد الفكرة الرئيسية ثم الفرضية والخطة المدروسة.
أخذ موافقة قسم التحرير وتخصيص الميزانية.
 التحقيق الدقيق من المراجع والمقابلات وجمع كافة البيانات المتعلقة بهما.
فحص الإفتراضية، والتحقق من المعلومات، وأخيراً طبع النتائج ونشرها على الوسائل الإعلامية.


أخلاقيات الصحافة الإستقصائية:

ترتكز الصحافة الإستقصائية على عدد من المباديء المهنية تضم النزاهة والشفافية في العمل الصحفي ومن أبرزها، الدقة والموضوعية والحفاظ على السرية وإحترام خصوصيات الأفراد، والإلتزام التام بالقوانين، والحصول عللى المعلومات بطرق شرعية، دون اللجوء إلى  الغش والخداع والتزوير وأخيراً الهدف الأسمى للصحافة الإستقصائية هو تحقيق المصلحة العامة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology